اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
بطاقة الهوية
الإسم: محمد
اللقب: المهدي
الكنية: أبو القاسم
اسم الأب: الحسن بن علي العسكري
اسم الأم: نرجس
الولادة: 15 شعبان 255 ه
مدة الإمامة: حي غائب
بدء الغيبة الصغرى: 260 ه
بدء الغيبة الكبرى: 329 ه
دور الأئمة (ع) في التمهيد لعصر الغيبة:
كان الهدف الأول والأخير للأئمة (ع) هو إقامة حكومة الإسلام الأصيل. وقد انصبت جهودهم في إطار تأهيل الأمة وتثقيفها وإعدادها لهذا الأمر ، مما جعلهم عرضة للملاحقة والتنكيل من قبل خلفاء الجور ، وتركزت جهود الإمامين الهادي (ع) والعسكري (ع) حول موضوع التمهيد لإقامة حكم الله وخلافة الإنسان في الأرض.
هذه الخلافة التي قدر لها أن تمر بمرحلة طويلة وصعبة هي مرحلة غيبة صاحب الأمر محمد بن الحسن المهدي المنتظر (عج) لحكمة اقتضتها إرادة الله عز وجل. كمقدمة لإيجاد حكومة العدل الإلهي. فكان لا بد من التمهيد لهذه الغيبة لتعتاد الأمة على هذه المرحلة الجديدة .
ولذلك اتخذ الإمامان الهادي والعسكري (ع) أسلوبا غير مباشر في الاتصال بالأمة.وذلك عبر الوكلاء والنواب تعويدا للأمة وتمهيدا لمرحلة الغيبة.
ظروف ولادة الإمام المهدي (ع)
إن قضية المهدوية من القضايا التي أجمع المسلمون في مفهومها العام ، وإنما وقعالخلاف بينهم في تحديد شخصه. وقد عمل الأئمة (ع) لبيان أن المهدي (عج) من ولد النبي محمد (ص) وذرية علي وفاطمة (ع) وأنه الإمام الثاني عشر من سلسلة الإمامة والهداية. وهو الإمام محمد بن الحسن العسكري بن الإمام علي الهادي (ع) .... وأنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ..
هذا الأمر أثار مخاوف السلطة العباسية انذاك فشددوا المراقبة وأقاموا العيونوالجواسيس حول أسرة الإمام الحسن العسكري (ع) تحسبا لولادة الإمام المهديالمنتظر الموعود والذي تترقبه الشيعة باعتباره المقيم لدولة العدل الإلهي، وعمدت السلطة إلى مساندة جعفر بن الأمام الهادي في محاولة لإحلاله محل أخيه الحسن العسكري (ع ) بعد وفاته.
وقد أحاط الإمام العسكري (ع) ولادة الإمام المهدي (عج) بستار من السرية. كما ساهمت إرادة الله عز وجل في أن تكون ولادته إعجازية إذ لم تظهر آثار الحمل علىوالدته "نرجس" إلا في الليلة التي ولد فيها صلوات الله عليه ، وخفي أمر ولادته إلا على جماعة قليلة من الموالين المخلصين ..
إحباط المخطط العباسي:
تسلم الإمام المهدي (عج) الإمامة الفعلية سنة 260 ه. بعد وفاة والده الإمام العسكري (ع). وكان محاطا بالسرية التامة كما تقدم، بحيث خفي أمره عن السلطة العباسية التي جهدت في إطفاء نوره عبر اعتقال زوجات الإمام العسكري في أشهر الحمل . بل خفي أمر ولادته حتى عن خادم بيت الإمام العسكري (ع). وأيضا شاركت شخصية "جعفر" عم الإمام المهدي (عج) في لعب دور مضلل ومدعوم من قبل السلطة التي قدمته للصلاة على جنازة الإمام العسكري (ع) بصفته الوريث الشرعي الوحيد للإمام.
ولكن المفاجأة كانت عندما تقدم فتى في الخامسة من عمره يخرج من الدار ويأخذ برداء عمه جعفر إلى الوراء قائل : "تأخر، فأنا أحق منك بالصلاة على أبي" فيتأخر جعفر من دون أن تبدر منه أية معارضة . وباءت جهود السلطه بالفشل وأحبطت المخططات آلتي حاولت النيل من إمامة الإمام الحجة (عج (
الغيبة الصغرى:
ونتيجة لإلحاح السلطة الحاكمة على تعقب الإمام المهدي توارى الإمام عن الأنظار في غيبة سميت الغيبة الصغرى، وقد شغل منصب النيابة عن الإمام في إدارة شؤون الأمة ولمدة سبعين سنة أربعة نواب عرفوا بالسفراء، هم:
عثمان بن سعيد العمري.
محمد بن عثمان بن سعيد العمري.
أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي.
أبو الحسن علي بن محمد السمري.
وقد قام السفراء الأربعة بجهود عظيمة في سبيل الحفاظ على خط ونهج أهل البيت (ع) من خلال المحافظة على بقاء الإمام في الخفاء إلا في الحالات الضرورية . وإزالة الشكوك التي أثيرت بشأن المهدي (عج) والتصدي للغلاة .. فعملوا على تهيئة أذهان الأمة وتوعيتها لمفهوم الغيبة الكبرى وتعويد الناس تدريجيا على الاحتجاب، بالإضافة إلى رعاية شؤون الأمة والتوسط بينها وبين الإمام ..
الغيبة الكبرى:
إمتدت الغيبة الصغرى منذ وفاة الإمام العسكري (ع) سنة 260 ه. حتى سنة 329 ه.وبعد أن حققت الغيبة الصغرى أهدافها فحصنت الشيعة من الانحراف وجعلتهميتقبلون فكرة النيابة التي تحولت من أفراد منصوص عليهم إلى خط عام هو خطالمرجعية ... بدأت الغيبة الكبرى التي ستمتد حتى يأذن الله تعالى.
دولة الإمام المهدي (عج)
قال الإمام الباقر (ع): "إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل .. وأخرجت الأرض بركاتها، ورد كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهر الإسلام .. وحكم بين الناس بحكم داوود وبحكم محمد .. فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل يومئذ موضعا لصدقته وبره وتقضي العجوز الضعيفة في المشرق تريد الغرب لا يؤذيها أحد .. وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها ب
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله ".
حكومة صاحب العصر والزمان:
في حكومة المهدي (عج) تتلاشى حكومة الجبارين والمستكبرين، ويتقوض النفوذالسياسي للمنافقين والخائنين، وتصبح مدينة مكة قبلة لحركته الثورية، وتجتمع فيها طلائع ثورته، يتوافد المسلمون عليها لينضموا إليه.
ويخرج تابوت السكينة من إنطاكية، وفيه التوراة والإنجيل، فيحكم بين أهل الإنجيلبالإنجيل، ويدعوهم إلى إتباعه، فيسلم بعض ويحارب آخرون. ولا يبقى ذو شوكةوصاحب قوة في الوجود، ولا في العالم سياسة أو حكومة غير حكومة الإسلام ، وسياسة القرآن. ويبلغ سلطان المهدي المشرق والمغرب ، ويهبط عيسى بن مريم منالسماء فيصلي خلفه، ويهتف "افتحوا أبواب بيت المقدس" فينفتح.
ومع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي كلهم مسلحون، فإذا رأى الدجال عيسى ولىهاربا فيقول عيسى (ع): "إن لي فيك ضربة لن تفوتني أبدا" فيدركه فيقتله. فلا يبقى شي ء مما خلق الله يتوارى به إلا أنطقه .
في انتظار الإمام (عج)
نعيش اليوم في مرحلة الانتظار للإمام المهدي، وقد تكون هذه المرحلة أطول مرحلة في تاريخ الإسلام، فما هو الانتظار؟
في ضوء ما تعطيه اللغة العربية لمعنى الانتظار حيث تحدده بالترقب والتوقعوالرصد .. قد يتصور بعض الناس خطأ أن علينا أن نعيش في مرحلة الغيبة الكبرىللإمام المهدي مترقبين للظهور وعلاماته ولليوم الموعود الذي يبدؤه الإمام المنتظر (عج) بالقضاء على الكفر والانحراف والفساد وبالقيام بتطبيق الإسلام، من دون أن يكون لنا دور في الإعداد والتمهيد والقيام بمسؤولية تحكيم الإسلام في حياتنا وفي كل مجالاتها وخاصة في مجالها السياسي بحجة أن مسؤولية تحيكم الإسلام وتطبيق تشريعاته في كل مجالات الحياة هي وظيفة الإمام المهدي (عج) في مرحلة زمنية مقبلة وليس من وظيفتنا الآن. إلا أن هذا الفهم السلبي للانتظار يتنافى تمام المنافاة مع مفاهيم الإسلام وأحكامه وتشريعاته العامة التي يجب على المسلمين تطبيقها في كل عصر وزمان .
يقول الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه القيم عقائد الإمامية: "ومما يجدر أن نعرفه في هذا الصدد: ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ المهدي، أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته، والجهاد في سبيله، والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
بل المسلم أبدا مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة ، وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته". ولا يجوز له التأخر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي والمبشر الهادي، فإن هذا لا يسقط تكليفا ولا يؤجل عملا، ولا يجعل الناس هملا كالسوائم.
ويقول الشيخ الصافي الكلبايكاني في كتابه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عج): "وليعلم أن معنى الانتظار ليس تخلية سبيل الكفار والأشرار، وتسليم الأمور إليهم، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاقدامات الإصلاحية فإنه كيف يجوز إيكال الأمور إلى الأشرار مع التمكن من دفعهم عن ذلك، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من المعاصي التي دل عليها العقل والنقل وإجماع المسلمين.
ولم يقل أحد من العلماء وغيرهم بإسقاط التكاليف قبل ظهوره (يعني الإمام المنتظر)، ولا يرى منه عين ولا أثر في الأخبار .. نعم .. تدل الآيات والأحاديث الكثيرة على خلاف ذلك، بل تدل على تأكد الواجبات والتكاليف والترغيب إلى مزيد الاهتمام في العمل بالوظائف الدينية كلها في عصر الغيبة. فهذا توهم لا يتوهمه إلا من لم يكن له قليل من البصيرة والعلم بالأحاديث والروايات ".
فإذن ما هو التفسير الصحيح للانتظار؟
إن الذي يستفاد من الروايات والأحاديث الواردة عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (ع) في هذا المجال، هو أن المراد من الانتظار هو: وجوب التمهيد والتوطئة والإعداد لظهور الإمام المنتظر (عج).
فقد روي عن النبي (ص) أنه قال: "يخرج رجل يوطى ء (أو قال: يمكن) لإل محمد، كما مكنت قريش لرسول الله، وجب على كل مؤمن نصره أو قال: إجابته) ..". وروي عنه (ص) أيض : "يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي".
وعنه أيض: "يأتي قوم من قبل المشرق، ومعهم رايات سود، فيسألون الخير فلايعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوه، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطا، كما ملؤوها جورا، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم؛ ولو حبوا على الثلج ".
ويستفاد من الروايات وكلمات الإمام الخميني (قد): إن التوطئة والتمهيد لظهور الإمام المنتظر (عج) والتأسيس لمشروعه الإلهي العالمي، يكون عبر خطوات كثيرة منه:
1- الالتزام بتعاليم الإسلام وأحكامه وقيمه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله ضد الأعداء ومواجهة الظالمين والمستكبرين.
2- العمل على نشر الإسلام وتعريف الناس به وتقديمه لشعوب العالم كطرح بد
يل ومنقبذ وكخيار وحيد لاخراج الناس من الظلمات إلى النور وتقديم صورة مشرقة نقية وصافية وأصيلة عن الإسلام للعالم من خلال سلوكنا ومواقفنا وجهادنا.
3- السعي لإقامة الحكومة الإسلامية التي تمثل القاعدة التي تحكم بالإسلام.
4- إعداد جيل مؤمن واع مخلص ومضح وبحجم المسؤولية يتولى نصرة الإمام والإعداد لظهوره وعيا وإيمانا وتنظيما وقوة.
5- تربية الأمة وخصوصا شيعة الإمام على طاعته والالتزام بأوامره والتقيد التام بتوجيهاته، وقد ورد في صفات أنصار الإمام أنهم أطوع للإمام من بنانه.
والحقيقة أن من أراد أن يكتشف مدى طاعته للإمام (عج) عندما يخرج فليكتشف الآن مدى طاعته لنائب الإمام الذي أمرنا بطاعته فإن المقياس في مرحلة الغيبة هوالطاعة لولي الأمر، ومن لا تساعده نفسه ولا دينه ولا عقله ولا شهواته ولا أهوائه ولا طموحاته ولا ميوله على طاعة نائب الإمام المهدي في زمن الغيبة فلن يكون مطيعا للإمام حين الظهور.
وعلى أساس ما تقدم ننتهي إلى النتيجة التالية وهي: أن الانتظار ليس هو الرصد السلبي للظهور وللأحداث المتوقعة من دون أن يكون لنا دور فيه سلبا أو إيجابا .. كما نرصد خسوف القمر وكسوف الشمس .. وإنما هو حركة وفعل وجهد وجهاد وعطاء وتضحية وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وهذا المفهوم الايجابي للانتظار هو الذي يستحق هذه القيمة الكبيرة التي تعطيها النصوص الإسلامية له كقول الرسول (ص): "أفضل أعمال أمتي الانتظار"، وقوله: "انتظار الفرج عبادة"، أو "المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه".
صفات جنود الإمام (عج)
إذا رجعنا إلى النصوص والروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت (ع) والتي ذكرتالمواصفات التي لا بد أن تتوافر في الشخصية الإنسانية اللائقة بصحبة الإمام (عج) نجد أنها ركزت على الشروط والمواصفات التالية:
أول: الإيمان، وهو الممارسة الفعلية للعقيدة وهو درجة رفيعة لا تنال إلا بالالتزام بكل ما أمر الله به والابتعاد عن كل ما نهى الله عنه.
ثاني: معرفة الله، فقد سأل رسول الله (ص): ما رأس العلم، قال: معرفة الله حقمعرفته، فقيل: وما حق معرفته؟ قال: أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه، وتعرفه إلها واحدا خالقا قادرا أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ، لا كفو له، ولا مثل له، فذاك معرفة الله حق معرفته ".
ومن الضروري أن تكون معرفة الله بهذا المعنى، متوافرة في شخصية من يريد أن يكون من أصحابه (عج) وأنصاره، لأنهم سيعكسون صورة الإنسان المسلم الحقيقي بل وصورة الإمام في مجتمعاتهم، لأنهم يؤدون دورا تبليغيا إلى جانب الدور الجهادي الذي يمارسونه، ولا بد لهذه المعرفة من الاقتران بالتوفيق الإلهي الذي يحتاج إلىالمثابرة على العبادة والدعاء والتهجد والمعاني الروحية.
ثالث: الشجاعة والاستعداد للتضحية، فقد ورد في الحديث: "ويلقي الله محبته (لإمامالزمان (عج)) في صدور الناس فيسير مع قوم أسد بالنهار، رهبان بالليل".
وفي حديث آخر: "يخرج إليه الإبدال أي الصالحين من الشام، وعصب أهل المشرق، وإن قلوبهم زبر الحديد، رهبان الليل ليوث النهار".
وفي حديث ثالث: "هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ...".
رابع: الارتباط بالإمام والانقياد له وطلب الشهادة في سبيل الله تعالى بين يديه: فقد ورد في حديث جامع عن مواصفات أنصار الإمام عن الإمام الصادق قال: "رجال كأنقلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله، أشد من الجمر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براية بلدة إلا خربوها، يتمسحون بسرج الإمام (عج) يطلبون بذلك البركة، ويحفون به، يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد، فيهم رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار.
هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح، كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله. شعارهم: لثارات الحسين آذآ يا ساروا سار الرعب أمامهم مسيرة شهر بهم ينصر الله إمام الحق "
0 التعليقات:
إرسال تعليق